Subscribe to Wordpress Themes Demo
الموسيقى !!


لماذا أستخدم الموسيقى؟

من Humood Alkhudher | حمود الخضر‏ فلماذا أستخدم الموسيقى؟


سؤال أتلقاه دائماً بين محيط الأهل والأصدقاء أو على رسائل الايميل والفيس بوك: لماذا تستخدم الموسيقى يا حمود؟ ويأتي هذا السؤال بصيغة الاستفهام والاستفسار أحياناً، وأحياناً يأتي بصيغة الحرص والحب والنصيحة، وبصيغة التعنيف في أحيان أخرى.
ولما كثر السؤال عن ذلك، وجبت الاجابة لمن سأل و لمن أخفى السؤال في قلبه. وأحببت أن أشارككم بعرض الأسئلة التي تكررت عليّ بكثرة في الفترة الماضية وتوضيح وجهة نظري فيها.
قبل كل شيء، أود أن أشكر كل من يتحرى الحلال والحرام فاستفسر عن حكم الآلات الموسيقية، وكل من توجّه لي بالنصيحة أو دعا لي بالهداية، وهذا إن دل فإنما يدل على حرصهم وغيرتهم على الفن الإسلامي. ولكن هذه دعوة لمناقشة أبعاد الموسيقى من الناحية الشرعية والفنية. ولن أخوض بعمق في الأمور الفقهية لأنني لست بعالمٍ ولا بفقيه، ولكنني سأكتفي باقتباس بعض أقوال العلماء وذكر بعض المراجع التي قد تكون نافعة لمن أراد الاطلاع والتعمق أكثر في المسألة.

هل هناك إجماع في حكم الموسيقى؟


حيرني هذا السؤال كما حيّر كثير من المسلمين، وقد قمت بسؤال بعض الأساتذة والعلماء فأجابوني وأرشدوني إلى مجموعة من الكتب. لم يُجمع علماء المسلمين على تحريم أو إباحة الآلات الموسيقية، فقد رأى بجوازها من الصحابة عبدالله بن جعفر وعبدالله بن الزبير، ومن المتقدمين القاضي شريح ‌وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح و الزهري و الشعبي والعز بن عبدالسلام وابن حزم الأندلسي وأبوحامد الغزالي والشوكاني وغيرهم، أما المعاصرين فأباحه محمد رشيد رضا والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية والشيخ د.محمد البوطي وغيرهم. وبالإمكان الرجوع إلى هذا الرابط لمعرفة الذين قالوا بجواز الغناء: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3815&version=1&template_id=74&parent_id=1

لا إنكار على مسائل الاجتهاد:


من المعروف أن إنكار المنكر من أصول الدين وواجب شرعي على كل مسلم، ولكن إنكار المنكر يكون على المنكرات المجمع على تحريمها كشرب الخمر وترك الصلاة، أما في مسائل الخلاف التي اجتهد فيها العلماء فلا إنكار عليها، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: إن الله لا يُعذب فيما اختلف فيه، لذلك لا إنكار على من أخذ برأي المبيحين لسماع الآلات الموسيقية خصوصاً وأنها مسألة من مسائل فروع الدين لا الأصول.

ماذا عن النصوص التي تحرّم المعازف؟


يرى الفقهاء الذين أجازوا الموسيقى أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن جميع النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيحة غير صريحة، أو صريحة غير صحيحة. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح دليلاً للتحريم. مثال ذلك الحديث المشهور في البخاري "يأتي زمان على أمتي يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف" يرى المحدثون أن هذا الحديث من المعلقات لا المرفوعات، وقد اشترط الإمام البخاري رحمه الله الصحيح في الأحاديث المرفوعة فقط، أما الأحاديث المعلقة فقد رواها البخاري في صحيحه من غير أن يشترط صحتها.
ولا يسع المجال لذكر تفاصيل المسألة، ولا لذكر جميع النصوص والتعليق عليها، ولكن من أراد الاطلاع أكثر في المسألة فيمكنه الرجوع إلى كتاب الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام للعلامة عبدالله بن الجديع أو كتاب فقه الغناء والموسيقى للشيخ د.يوسف القرضاوي حيث يعتبر من أفضل الكتب التي تناولت هذه المسألة، أو يمكنه الاطلاع على هذا الرابط: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3807&version=1&template_id=74&parent_id=1

لماذا لا تبتعد عن الشبهة؟


سؤال وجيه.. لماذا لا تترك الموسيقى وتسلم من الشبهة التزاماً بالحديث الذي يقول أن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه؟
ربما اختلط مفهوم الشبهة على البعض فظنوا أنها ما اختلف فيه العلماء، والشبهة اصطلاحاً هي الالتباس والشك في الأمر وعدم وضوح الرؤية في الشيء، أما من اتبع رأياً فقهياً له أدلة واضحة وقال فيه جمع من العلماء فهذا لا يقع تحت مفهوم الشبهة.

مالفرق إذاً بين الأناشيد والأغاني؟


الغناء هو أي كلام مُنغّم، سواء بمصاحبة آلات أو لا، والإنشاد يعتبر نوع من أنواع الغناء، وهو مباح. ولذلك لا أجد حرجاً في تسميتي بالمغني أو بالمطرب أو بالفنان، فكلها صفات تنطبق على ما أقدمه: فأنا أغني، وأنا أُطرب، وأنا أقدّم فناً. أما إذا كنا نعني الأغاني المبتذلة ذات الكلمات التي تخدش الحياء والتي قد يرافقها مشاهد مخلة بالآداب فهذا بلا شك غناء محرم لما صاحبه من محرمات، والفرق واضح وشاسع بين من استخدم الغناء –سواء بآلات أو بدون- في إثارة الغرائز والشهوات ونشر الرذيلة وبين من استخدمه في نشر الكلمة الطيبة والدعوة إلى الله وإظهار الصورة الحسنة للدين الإسلامي.

لكن صوتك جميل ولا يحتاج إلى موسيقى.


ليس المقصود من إضافة الموسيقى إخفاء عيوب في صوت المطرب أو المنشد. الأغنية أو الأنشودة تعتبر عمل فني متكامل له عدة أركان: منها الكلمة واللحن والأداء والموسيقى وغيرها. يمكن أحيانا الاستعاضة بالمؤثرات الصوتية البشرية عن الموسيقى كما أفعل أحياناً ويفعل كثير من إخواني المنشدين، لكن لا شك –بالنسبة لي- أن الموسيقى أجمل وأكمل من الناحية الفنية ولولا ذلك لما استخدمها جميع المطربين.

ماذا عن جمهورك الذي يود سماع أناشيدك من غير موسيقى؟


أحاول قدر الإمكان أن أوفر نسخ من أعمالي بغير موسيقى احتراماً لجمهوري الذي لا يستمع للموسيقى ويتبع الرأي المحرم لها، لكن في كثير من الأحيان الأعمال التي أقوم بغنائها تكون لجهة أو مناسبة معينة ومطلوبة بالموسيقى. وعملية إخراج نسخة أخرى من غير موسيقى ليست بالعملية السهلة وتتطلب وقت وجهد ومال إضافي، حيث أن العملية ليست فقط بإزالة الموسيقى وإنما بعمل توزيع جديد مبني على الأصوات البشرية. ولكنني أعد الجميع بأن أحاول أن أوفر نسخة من غير موسيقى كلما سنحت الإمكانات بذلك.

خلاصة القول أن استخدامي للآلات الموسيقية مبني على رأي شرعي قال به جمع من علماء السلف والخلف، وهذا يدعونا إلى احترام جميع العلماء الأجلاء واحترام جميع من يأخذ بآرائهم من دون تبادل التُهم: "متشدّد - متساهل". لا أهدف من كتابة هذا الموضوع بالدرجة الأولى إلى الإقناع بجواز الموسيقى، ولكنني أهدف إلى بيان أنها محل خلاف معتبر بين العلماء وليست بالقطعية التي يظنها الكثير فيوالي ويعادي عليها، ويشدّد النكير على متبعي الرأي المجيز. وختاماً، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه كلٌ من المجال الذي يحسنه ويتقنه ويبدع فيه، وأن يأجر جميع من خَلُصت نواياهم له سبحانه.

ملاحظات:
- أحبابي، طرحت هذا الموضوع لتوضيح وجهة نظري التي سُئلت عنها كثيراً، ولم أطرحه للمناظرة أو مناقشة المعازف من منظور فقهي.
- أنصح بمشاهدة حلقة (مفاهيم حول الغناء والمعازف( للداعية مصطفى حسني لأنه تميز في طرح الموضوع بشكل واضح واستوعبه من جميع جوانبه:http://mustafahosny.com/multimedia.php?id=752 



أخوكم
حمود الخضر



0 التعليقات:

إرسال تعليق